الاثنين، 23 أغسطس 2010

معني الحياة...في البئر

ملخصي ل مما قرأت لمؤلفات رجاء النقاش ..


هي ..فتاة جميلة ..تعرف أنها تستطيع ان تجد ((الرجل)) في اي وقت ولذلك هي لا تجعل عقدة حياتها الاولي :انتظار
الرجل ...
وهي ليست فقيرة ولذلك فإنها لا تعاني معركة كل يوم ..
لا يطاردها البحث القاسي عن اللقمة ولا زحمة المواصلات ولا البيت الضيق الذي يؤدي الي الاحساس بضيق الحياة.

ولكن  زوجها الجميل و الفيلا التي تسكنها
 و العربةالتي توصلها كل يوم الي الجامعة
,وتفوقها الدائم في الدراسة ..كل هذا لم يصل بها إلي الجواب.

هي تسأل: ما معني الحياة؟هل هي ان تتزوج مثل أي فتاة و تواصل الحياة العادية الروتينية  التي يعيشها معظم الناس؟
...إنها ليست مقتنعة بهذا المصير ولا راضية..فلا بد أن يكون في الحياة ما هو أعظم من هذا الروتين الدائم الذي يجعل
 حياة الناس نغمة واحدة لا تتكرر ولا تتبدل أبدا.
مازالت تبحث عن طريقها في الحياةبوسيلة أساسية.. وهي المعرفة والثقافة..وقد قررت ألا تستسلم أبدا حتي تصل الي شئ.
و المعرفة بئر عمييق حفرتها الطبيعة وقد إستخدمت في الحفر كل غموضها و أسرارها,ولذلك صارت بئر لا يقترب
 منها الا ذوي القوة والشجاعة.
وكل المصابيح التي وضعت في هذه البئر لم تضئها إضائة كاملة.. فما زالت غامضة برغم الذين دخلو إليها..إلا أنهم
عادو إلينا يقولون  :  لا يمكن أن نصل إلي أعماقها.

* أنشتاين بعد أن إكتشف النسبية التي أدت الي تفتيت الذرة قـال :
مــا أكــثر الأسرار التي في هذا الكون...
و عندما نقرأ كتابه المعروف ( العالم كما نراه ) نحس أننا مع أحد الدراويش المتصوفين لا مع أحد العلماء الذين فتحوا أسرار الكون بمفتاح العقل.
و عشرات الفلاسفة جعلوا شعارهم كلمة واحدة هي : لا أدري....
وفي بئر المعرفة ضاع كـثــيروون ... وتعذب كثيرون..

* تولستوي  : الكونت الإقطاعي , القوي الصحة كأنه حصان , كان في الخمسين من عمره سعيدا بزوجته و شهرته وثروته...
ولكنه فجأة أصيب بالحنين الي بئر المعرفة , و إستيقظ في منتصف الليل يتلوي و يقول :
 انني اريد أ، أعرف سر الحياة وهدفها الحقيقي؟

قال عنه بعض الناس أنه قديس .. وقال آخرون  :  انه مجنون
وقال القيصر : هذا الرجل خارج عن طاعتي.
أما هو فلم يكن شئ يغنيه,,لا ثروته و لا شهرته و لا الإستقرار الذي كان يعيشه في منزله
إنه يريد شيئا بفسر له ما سبب وجوده؟
ما سبب الخلاف الذي يود بين الخير و الشر؟
كيف يجب ان يعيش؟
كيف يكنه الوصول الي النجاة؟
بل ما هو الموت؟
لقد وقع في بئر المعرفة...ثم أضاء بعض المصابيح مثل الدين و الأخلاق و العدل الإجتماعي و الحب.. للبشرية ...
حتي ان معظم الثروات الانسانية التي نشأت بعد ذلك في أوروبا أو في الشرق تأثرت في شكل من الأشكال بشخصية تولستوي العظيم ,لا بشخصية تولستوي الســــعيد  !!

الذين يحملون في نفوسهم ((شرارة)) المعرفة ، وحنينآ كبيرآ الي رفض الحياة الروتينية...هم دائمآ يرسمون للحياة مستواها الجميل ،
ورغم ما يلاقونه من التعب..
فالفتاة الجميلة التي جذبتها بئر المعرفة بكل ما فيها من رق و شفافية وبراءة ...إنها تبحث عن مستوي جديد لحياة تبحث عن معني عميق للحب..يسبق الزواج ويكون سببا له وتبحث عن دور لها في المجتمع أكثر من دور(( ست البيت )) ..تبحث عن أنواع أخري من المتعة الراقية ،غير مجرد راحة البيت وإسقرار الحاة ،
وقد تكون هذه المتعة الجديدة :
لحنآ أو فكرا ، أو قصيدة شعر أوصداقة عميقة ، أ, عملآ جميلآ تقوم به .

إن المعرفة قلق و ألم ولكنهـا أرقي طريق إلي تعميق الحياة وتنويعها ،
و توسيع أفق الأنــسان و خلق صلة واسعة بينه وبين العالم ، وإعطاء كل لحظة من الحياة طعمها
و مهما كان هذا الطعم فهو أفضل من لحظة تمر بلا طعم  !!!


و الذين يدخلون بئر المعرفة قد ينجحون أو يفشلون ... ولكنهم دائمآ يقومون بإستغلال أعظم ما يملكه الإنسان : الفكر و العاطفة .
و الضائعون في بئر المعرفة مثل المنتصرين.... ((كلهم أبطال))
إنهم يعملون لتجميل الحياة و جعلها عميقة وحلوة ...محــتملـة  و معـــقولة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق