الخميس، 26 أغسطس 2010

حـطـم الــكــأس وعــد الي الحـــياة


مما لخصت لرجاء النقاش....


 
((إنس كل شئ في حياتك الحاضرة وعد إلينا...حطم كأس الفودكا وعد فإني أنتظرك..كلنا ننتظرك))


 
بهذه الكلمات الحلوة المؤثرة خاطب الفنان الكبير((انطون تشيكوف)) أخاه ((نيكولا)) وقد كان نيكولا قد أخذ
يشكو من الحياة والناس ، فالحياة تضع العقبات في طريقه..والناس دائمآ يسيئون فهمه ولذلك فهو تعيس شديد الضيق
،لا يجد عزاءه إلا في كأس من الفودكا ، ثم في الشكوي المريرة التي لا تنتهي.

كان نيكولا شابآ موهوبآ....رسامآ وكاتب قصة ، ولكنه لم يكن يعرف طريقة المحافظة علي موهبته وإستثمارها ،
وكانت حساسيته الشديدة تدفعه إلي التأثر العـنيـف بالحياة ، والإهتزاز و فقدان التوازن أمام مشاكلها المختلفة .

  ولم يترك ((تشيكوف )) أخاه ،بل دعاه ، وحدد له طريق العودة من اليأس والإنهيار...... قال في بساطة وعمق :
إن كـل لــحظة من حـيـاتـك لـهـا قـدرهـا....

ولكن ((نيكولا)) لم يستطع أن يعود..، فقاده الخمر إلي اليأس وقاده اليأس الي الدمار والموت بدون ان يقدم شيئآ هامآ جملا للحياة...
إن كل واحد منا يمكن أن يصبح ((نيكولا)) في لحظة من اللحظات . قد تكون قصيرة وقد تمتد و تتسع إلي أن تشمل الحياة كلها !

وتشيكوف يكشف السر لأخيه ، سر الإفلاس الروحي والغني الروحي..
فقد كان تشيكوف نفسه غني الروح بينما كان رأس ماله أقل من رأس مال أخيه بكثير
 ، لقد كان فقيرآ جدآ وكام مريضآ وحيدآ بإستمرار ومع ذلك ,,فقد إستثمر فقره ومرضه
 ووحدته وعرف قدر كل لحظة من حياته .
الحكمة الكبيرة التي دلنا عليها تشيكوف عندما قال لأخيه :
 كـل لـحـظة مـن حياتــك لهـا قدرهـا..
تتجاوب تمامآ مع الطريق الذي إختاره عدد كبير من العظماء و معلمي البشرية...
هؤلاء الذين فتحوا الطريق أمامنا وساروا حتي وصلو الي اقصي أطرافه .

فالحياة الناجحة هي الحياة المنظـــمة ,,,, الحياة التي تخضع لرقابة دقيقة من الإنسان علي نفسه وليست الحياة التي تجري هكذا مع التيار
فالإنسان لن يحقق أي انتصار علي مشاكل الحياة ، دون تخطيط ويقظة وعمل دائب من اجل تحقيق هذا التخطيط
وقد سمي تولستوي هذه العملية تسمية جـمـيـلة...سماهها ((الحراسة علي الحياة الخاصة))
فما هي الحراسة علي الحياة الخاصة؟؟؟؟وكيف تتم هذه الحراسة؟؟؟؟؟
يــتــبــع.....
^_^

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق